فصل: (سورة الأحقاف: الآيات 18- 26).

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



.اللغة:

{وَفِصالُهُ} في المختار: الفصال هو الفطام. وقرئ {وفصله} {والفصل} {والفصال} كالعظم والعظام بناء ومعنى وسيأتي المراد به في باب البلاغة.
و {بَلَغَ أَشُدَّهُ} تقدم تفسير الأشد وعبارة الكشاف: بلوغ الأشد أن يكتهل ويستوفي السن التي تستحكم فيها قوته وعقله وتمييزه وذلك إذا أناف على الثلاثين وناطح الأربعين.
{أَوْزِعْنِي} ألهمني وقد تقدم تفسيرها.

.الإعراب:

{ووصَّيْنَا الإنسان بِوالِدَيْهِ إِحْسانًا} كلام مستأنف مسوق لبيان العبرة في اختلاف حال الإنسان مع أبويه فقد يطيعهما وقد يخالفهما وما دام الإنسان مركوزا على هذه السجية فلا يبعد مثل هذا مع النبي صلى الله عليه وسلم. {ووصينا} فعل وفاعل و{الإنسان} مفعول به و{بوالديه} متعلقان بوصّينا و{إحسانا} مصدر منصوب بفعل محذوف أي وصّيناه أن يحسن إليهما إحسانا وقيل هو مفعول به على تضمين وصينا معنى ألزمنا فيكون مفعولا ثانيا وقيل بل هو منصوب على أنه مفعول من أجله أي وصيناه بهما إحسانا منّا إليهما وقرئ {حسنا} وإعرابه كما تقدم.
{حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهًا ووضعتهُ كُرْهًا} الجملة لا محل لها لأنها تعليلية للوصية المذكور و{حملته أمه} فعل ماض ومفعول به مقدم وفاعل مؤخر و{كرها} بضم الكاف وفتحها وقد قرئ بهما وهو منصوب على الحال من الفاعل أي ذات كره ويجوز أن يكون صفة لمصدر محذوف أي حملا كرها ووضعته كرها عطف على ما تقدم.
{وَحَمْلُهُ وَفِصالُهُ ثَلاثُونَ شَهْرًا} الواو حالية و{حمله} مبتدأ {وفصاله} عطف على {حمله} و{ثلاثون} خبر و{شهرا} تمييز.
{حَتَّى إِذا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً} {حتى} حرف غاية وجر أي وعاش إلى أن بلغ أشدّه وإذا ظرف مستقبل وجملة {بلغ أشده} في محل جر بإضافة الظرف إليها و{بلغ} عطف على {بلغ} الأولى و{أربعين} مفعول به و{سنة} تمييز ولا بدّ من تقدير مضاف أي تمام أربعين.
{قال رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلى والِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صالِحًا تَرْضاهُ} جملة {قال} لا محل لها لأنها جواب شرط غير جازم و{رب} منادى مضاف إلى ياء المتكلم المحذوفة وقد تقدم تقريره و{أوزعني} فعل أمر للدعاء و{أن} وما في حيزها في محل نصب مفعول {أوزعني} و{نعمتك} مفعول {أشكر} و{التي} صفة {نعمتك} وجملة {أنعمت عليّ} صلة {وأن أعمل} عطف على {أن أشكر} و{صالحا} مفعول به أو صفة لمصدر محذوف وجملة {ترضاه} صفة لعملا.
{وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ} {وأصلح} عطف على {أوزعني} و{لي} متعلقان بأصلح و{في ذريتي} متعلقان بمحذوف حال.
وعبارة الزمخشري: فإن قلت ما معنى وأصلح لي في ذريتي؟ قلت معناه أن يجعل ذريته موقعا للصلاح ومظنة له كأنه قال هب لي الصلاح في ذريتي وأوقعه فيهم. وأحسن من ذلك عبارة الشهاب الخفاجي في حاشيته على البيضاوي: يعني كان الظاهر أصلح لي ذريتي لأن الإصلاح متعدّ كما في قوله تعالى: {وأصلحنا له زوجه} فقيل أنه عدّي بفي لتضمنه معين اللطف أي الطف بي في ذريتي أوهونزل منزلة اللازم ثم عدي بفي ليفيد سريان الصلاح فيهم وكونهم كالظرف له لتمكنه فيهم وهذا ما أراده المصنف وهو الأحسن. وإن واسمها وجملة {تبت} خبرها و{إليك} متعلقان بتبت و{إني من المسلمين} عطف على {إني تبت إليك}.
{أولئِكَ الَّذِينَ نَتَقَبَّلُ عَنْهُمْ أَحْسَنَ ما عَمِلُوا} {أولئك} مبتدأ و{الذين} خبره وجملة {نتقبل عنهم} صلة و{أحسن} مفعول به و{ما} موصول مضاف إليه وجملة {عملوا} صلة ويجوز أن تكون {ما} مصدرية أي أحسن عملهم.
{وَنَتَجاوَزُ عَنْ سَيِّئاتِهِمْ فِي أَصْحابِ الْجَنَّةِ وَعْدَ الصِّدْقِ الَّذِي كانُوا يُوعَدُونَ} {ونتجاوز} عطف على {نتقبل} داخل في حيز الصلة و{عن سيئاتهم} متعلقان بنتجاوز و{في أصحاب الجنة} حال. وعبارة الزمخشري فإن قلت ما معنى قوله: {في أصحاب الجنة} قلت هو نحو قولك أكرمني الأمير في ناس من أصحابه تريد أكرمني في جملة من أكرم منهم ونظمني في عدادهم ومحله النصب على الحال على معنى كائنين من أصحاب الجنة ومعدودين فيهم. وأجاز أبو البقاء وغيره أن يكون الجار والمجرور في موضع رفع على أنه خبر مبتدأ مضمر أي هم في أصحاب الجنة.
و {وعد الصدق} مصدر منصوب بفعله المقدّر أي وعدهم اللّه وعد الصدق أي وعدا صادقا وهو مصدر مؤكد لمضمون الجملة السابقة والذي صفة لوعد الصدق وجملة {كانوا يوعدون} صلة الموصول وجملة {يوعدون} خبر {كانوا} و{يوعدون} فعل مضارع مرفوع مبني للمجهول والواو نائب فاعل.
{وَالَّذِي قال لِوالِدَيْهِ أُفٍّ لَكُما} {والذي} مبتدأ سيأتي خبره فيما بعد وجملة {قال} صلة و{لوالديه} متعلقان بقال و{أفّ} اسم فعل مضارع معناه أتضجر وقد تقدم القول فيه و {لكما} جار ومجرور في محل نصب على الحال لأن اللام للبيان.
{أَتَعِدانِنِي أَنْ أُخْرَجَ وَقَدْ خَلَتِ الْقُرُونُ مِنْ قَبْلِي} الهمزة للاستفهام الإنكاري و{تعدانني} فعل مضارع مرفوع وفاعل ومفعول به و{أن أخرج} في تأويل مصدر مفعول ثان لتعدانني أو نصب على نزع الخافض و{أخرج} فعل مضارع مبني للمجهول. {وقد} الواو حالية و{قد} حرف تحقيق و{خلت القرون} فعل وفاعل و{من قبلي} متعلقان بخلت.
{وَهُما يَسْتَغِيثانِ اللَّهَ ويلك آمن إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَيَقول ما هذا إِلَّا أَساطِيرُ الأولين} الوأوللحال و{هما} مبتدأ وجملة {يستغيثان} في محل رفع خبر المبتدأ و لفظ الجلالة مفعول به. واستغاث يتعدى بنفسه تارة وبالباء أخرى ولكنه لم يرد في القرآن إلا متعديا بنفسه. وقال الرازي: معناه يستغيثان باللّه من كفره فلما حذف الجار وصل الفعل. وقيل: الاستغاثة الدعاء فلا حاجة إلى الباء. و {ويلك} مصدر أمات العرب فعله والجملة معمولة لقول مقدّر أي يقولان {ويلك آمن} والجملة في محل نصب على الحال أي يستغيثان اللّه قائلين. وعبارة أبي البقاء: و {ويلك} مصدر لم يستعمل فعله وقيل هو مفعول به أي ألزمك اللّه ويلك. و{آمن} فعل أمر من الإيمان وهو من جملة مقولهما وإن واسمها وخبرها والجملة تعليلية للأمر لا محل لها والفاء عاطفة على القول المحذوف و{ما} نافية و{هذا} مبتدأ و{إلا} أداة حصر و{أساطير الأولين} خبر {هذا} والجملة مقول القول.

.البلاغة:

في قوله: {وحمله وفصاله ثلاثون شهرا} مجاز مرسل علاقته المجأو رة لأن الفصال هو الفطام وأريد به هنا مدته التي يعقبها الفطام.

.الفوائد:

1- تضمنت هذه الآيات تعليمات فريدة في برّ الوالدين لأن إكرامهما من العمل الذي يحبه اللّه تعالى ويساوي ثواب الجهاد في سبيله ولا غروفقد قرن اللّه رضاه برضاهما وقد تقدم ذلك في سورة النساء حيث يقول تعالى: {واعبدوا اللّه ولا تشركوا به شيئا وبالوالدين إحسانا} وقال تعالى في سورة العنكبوت {ووصينا الإنسان بوالديه حسنا وإن جاهداك لتشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما إليّ مرجعكم فأنبئكم بما كنتم تعملون} وقد أخرج مسلم من طريق مصعب بن سعد عن أبيه قال: حلفت أم سعد لا تكلمه أبدا حتى يكفر بدينه قالت: زعمت أن اللّه أوصاك بوالديك فأنا أمك وأنا امرك بهذا فنزلت الآية. وعن أبي بكرة رضي اللّه عنه قال: قال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم:
«ألا أنبئكم بأكبر الكبائر ثلاثا؟ قلنا: بلى يا رسول اللّه قال الإشراك باللّه وعقوق الوالدين» وكان متكئا فجلس فقال «ألا وقول الزور وشهادة الزور» فما زال يكررها حتى قلنا ليته سكت رواه البخاري ومسلم والمعنى تمنينا أنه يسكت إشفاقا عليه لما رأوا من أثر انزعاجه في ذلك. وقال ابن دقيق العيد: اهتمامه صلى الله عليه وسلم بشهادة الزور يحتمل أن يكون لأنها أسهل وقوعا على الناس والتهاون بها أكثر ومفسدتها أكثر وقوعا لأن الشرك ينبوعنه المسلم والعقوق ينبوعنه الطبع وأما قول الزور فإن الحوامل عليه كثيرة فحسن الاهتمام بها وليس ذلك لعظمها بالنسبة إلى ما ذكر معها.
مدة الحمل:
قال أبو حيان: وحمله وفصاله ثلاثون شهرا أي ومدة حمله وفصاله وهذا لا يكون إلا بأن يكون أحد الطرفين ناقصا إما بأن تلد المرأة لستة أشهر وترضع عامين وإما أن تلد لتسعة أشهر على العرف وترضع عامين غير ربع عام فإن زادت مدة الحمل نقصت مدة الرضاع فمدة الرضاع عام وتسعة أشهر وإكمال العامين لمن أراد أن يتم الرضاعة وقد كشفت التجربة أن أقل مدة الحمل ستة أشهر كنص القرآن. وقال جالينوس: كنت شديد الفحص عن مقدار زمن الحمل فرأيت امرأة و لدت لمائة وأربع وثمانين ليلة وزعم ابن سينا أنه شاهد ذلك وأما أكثر الحمل فليس في القرآن ما يدل عليه وحكي عن أرسطاطاليس أنه قال: إن مدة الحمل لكل الحيوان مضبوطة سوى الإنسان فربما وضعت لسبعة أشهر و لثمانية وقلّما يعيش الولد في الثامن إلا في بلاد معينة مثل مصر.
لطيفة:
ذكر تعالى الأم في ثلاث مراتب: في قوله: {بوالديه} و{حمله} وإرضاعه المعبّر عنه بالفصال. وذكر الوالد في واحدة في قوله: {بوالديه} فناسب ما قال الرسول من جعل ثلاثة أرباع البرّ للأم والربع للأب في قول الرجل: «يا رسول اللّه من أبرّ؟ قال أمك قال ثم من؟ قال أمك قال ثم من؟ قال أمك قال ثم من؟ قال أباك».

.[سورة الأحقاف: الآيات 18- 26].

{أولئِكَ الَّذِينَ حَقَّ عَلَيْهِمُ القول فِي أُمَمٍ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِمْ مِنَ الْجِنِّ والإنس إِنَّهُمْ كانُوا خاسِرِينَ (18) ولكُلٍّ دَرَجاتٌ مِمَّا عَمِلُوا وليوَفِّيَهُمْ أَعْمالَهُمْ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ (19) وَيَوْمَ يُعْرَضُ الَّذِينَ كَفَرُوا عَلَى النَّارِ أَذْهَبْتُمْ طَيِّباتِكُمْ فِي حَياتِكُمُ الدُّنْيا وَاسْتَمْتَعْتُمْ بِها فَالْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذابَ الْهونِ بِما كُنْتُمْ تَسْتَكْبِرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَبِما كُنْتُمْ تَفْسُقُونَ (20) وَاذْكُرْ أَخا عادٍ إِذْ أَنْذَرَ قَوْمَهُ بِالْأَحْقافِ وَقَدْ خَلَتِ النُّذُرُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ أَلاَّ تَعْبُدُوا إِلاَّ اللَّهَ إِنِّي أَخافُ عَلَيْكُمْ عَذابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ (21) قالوا أَجِئْتَنا لِتَأْفِكَنا عَنْ الِهَتِنا فَأْتِنا بِما تَعِدُنا إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ (22) قال إِنَّمَا الْعِلْمُ عِنْدَ اللَّهِ وَأُبَلِّغُكُمْ ما أُرْسِلْتُ بِهِ ولكني أَراكُمْ قَوْمًا تَجْهَلُونَ (23) فَلَمَّا رَأَوْهُ عارِضًا مُسْتَقْبِلَ أَوْدِيَتِهِمْ قالوا هذا عارِضٌ مُمْطِرُنا بَلْ هو ما اسْتَعْجَلْتُمْ بِهِ رِيحٌ فِيها عَذابٌ أَلِيمٌ (24) تُدَمِّرُ كُلَّ شيء بِأَمْرِ رَبِّها فَأَصْبَحُوا لا يُرى إِلاَّ مَساكِنُهُمْ كَذلِكَ نَجْزِي الْقَوْمَ الْمُجْرِمِينَ (25) ولقد مَكَّنَّاهُمْ فِيما إِنْ مَكَّنَّاكُمْ فِيهِ وَجَعَلْنا لَهُمْ سَمْعًا وَأَبْصارًا وَأَفْئِدَةً فَما أَغْنى عَنْهُمْ سَمْعُهُمْ ولا أَبْصارُهُمْ ولا أَفْئِدَتُهُمْ مِنْ شيء إِذْ كانُوا يَجْحَدُونَ بآيات اللَّهِ وَحاقَ بِهِمْ ما كانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُنَ (26)}.

.اللغة:

{الأحقاف} قال في القاموس: الحقف بالكسر المعوج من الرمل والجمع أحقاف وحقاف وحقوف وجمع الجمع حقائف وحقفة أو الرمل العظيم المستدير أو المستطيل المشف أوهي رمال مستطيلة بناحية الشحر. وقال شارحه في التاج: وبه فسر قوله تعالى: {واذكر أخا عاد إذ أنذر قومه بالأحقاف} قال الجوهري: وهي ديار عاد وقال ابن عرفة قوم عاد كانت منازلهم بالرمال وهي الأحقاف وفي المعجم: وروي عن ابن عباس أنها واد بين عمان وأرض مهرة وقال ابن إسحق: الأحقاف رمل فيما بين عمان إلى حضرموت وقال قتادة: الأحقاف رمال مشرفة على هجر بالشحر من أرض اليمن. قال ياقوت: فهذه ثلاثة أقوال غير مختلفة في المعنى. وفي القاموس أيضا: الشجر كالمنع فتح الفم وساحل البحر بين عمان وعدن ويكسر. وقال أبو حيان: الحقف رمل مستطيل مرتفع فيه اعوجاج وانحناء ومنه احقوقف الشيء اعوج قال امرؤ القيس:
فلما أجزنا ساحة الحيّ وانتحى ** بنا بطن خبت ذي حقاف عقنقل

قال شارحه الزوزني: والحقف رمل مشرف معوج والجمع أحقاف وحقاف. وعبارة الكشاف: الأحقاف جمع حقف وهو رمل مستطيل مرتفع فيه انحناء من احقوقف الشيء إذا اعوجّ وكانت عاد أصحاب عمد يسكنون بين رمال مشرفين على البحر بأرض يقال لها الشحر من بلاد اليمن وقيل بين عمان ومهرة. وقال ابن زيد: هي رمال مشرفة على البحر مستطيلة كهيئة الجبال ولم تبلغ أن تكون جبالا. وقال مقاتل: كانت منازل عاد باليمن في حضرموت بموضع يقال له مهرة وإليه تنسب الإبل المهرية وقال أبو الطيب في هجاء كافور:
ويلمّها خطة ويلم قابلها ** لمثلها خلق المهرية القود

قال أبو البقاء في شرحه للديوان: المهرية: منسوبة إلى مهرة بن حيدان بطن من قضاعة.
{عارِضًا} العارض: السحاب الذي يعرض في أفق السماء. وقال أبو حيان: والعارض: المعترض في الجومن السحاب الممطر ومنه قول الشاعر:
يا من رأى عارضا أرقت له ** بين ذراعي وجبهة الأسد

وقال الأعشى:
يا من رأى عارضا قد بتّ أرمقه ** كأنه البرق في حافاته الشعل

.الإعراب:

{أولئِكَ الَّذِينَ حَقَّ عَلَيْهِمُ القول فِي أُمَمٍ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِمْ مِنَ الْجِنِّ وَالأنس} {أولئك} مبتدأ و{الذين} خبره وجملة {حق عليهم القول} لا محل لها لأنها صلة الموصول و{في أمم} حال من المجرور بعلى وجملة {قد خلت} صفة لأمم و{من قبلهم} متعلقان بخلت و{من الجن} صفة ثانية لأمم.
{إِنَّهُمْ كانُوا خاسِرِينَ} إن واسمها وجملة {كانوا} خبرها و{خاسرين} خبر {كانوا} والجملة لا محل لها لأنها تعليلية.
{ولكُلٍّ دَرَجاتٌ مِمَّا عَمِلُوا وليوَفِّيَهُمْ أَعْمالَهُمْ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ} الواو استئنافية و {لكل} خبر مقدم و{درجات} مبتدأ مؤخر و{مما} صفة لدرجات وجملة {عملوا} صلة. {وليوفّيهم}: الواو عاطفة واللام للتعليل ويوفّيهم فعل مضارع منصوب بأن مضمرة بعد لام التعليل والجار والمجرور متعلقان بالمعلل المحذوف كأنه قيل وجازاهم بذلك ليوفّيهم والهاء مفعول به أول و{أعمالهم} مفعول به ثان والوأوللحال و{هم} مبتدأ وجملة {لا يظلمون} خبره والجملة نصب على الحال المؤكدة.
{وَيَوْمَ يُعْرَضُ الَّذِينَ كَفَرُوا عَلَى النَّارِ أَذْهَبْتُمْ طَيِّباتِكُمْ فِي حَياتِكُمُ الدُّنْيا وَاسْتَمْتَعْتُمْ بِها} الواو استئنافية و{يوم} ظرف زمان متعلق بمحذوف تقديره يقال لهم أذهبتم في يوم عرضهم وجملة {يعرض} في محل جر بإضافة الظرف إليها و{يعرض} فعل مضارع مبني للمجهول و{الذين} نائب فاعل وجملة {كفروا} صلة الموصول و{على النار} متعلقان بيعرض و{أذهبتم} فعل وفاعل و{طيباتكم} مفعول به و{في حياتكم} متعلقان بأذهبتم و{الدنيا} نعت للحياة. وسيرد المزيد من بحث هذه الآية في باب البلاغة.
{فَالْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذابَ الْهونِ بِما كُنْتُمْ تَسْتَكْبِرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ} الفاء الفصيحة واليوم ظرف زمان متعلق بتجزون و{تجزون} فعل مضارع مرفوع مبني للمجهول و{عذاب الهون} مفعول به ثان و{بما} متعلقان بتجزون وما موصولة ويجوز أن تكون مصدرية وجملة {كنتم} لا محل لها وجملة {تستكبرون} خبر {كنتم} و{في الأرض} متعلقان بتستكبرون و{بغير الحق} حال.
{وَبِما كُنْتُمْ تَفْسُقُونَ} عطف على ما تقدم ويجوز أن تجعل ما مصدرية أو موصولة والمصدرية أولى.